انتباهة
نعم، دفاعاً عن إمكانية النصر و مراكمة الإنجاز
بقلم جمال زقوت
تابعت كغيري من المهتمين و الناس العاديين الحملة الظالمة التي تجددت مستهدفة مدينة روابي و القائمين عليها ، و لشديد الأسف أن الحملة الأخيرة أتت في لحظة كان شعبنا و خاصة المقدسيين بحاجة إلى أن لا يعلو فيها صوت على صوت هبتهم العظيمة التي انطلقت ليس فقط دفاعاً عن الأقصي على أهمية ذلك بقدر ماهي في نفس الوقت دفاعاً عن هوية و تاريخ المكان و عن وجودهم و عن الوجود الفلسطيني و الرواية الفلسطينية برمتها، و خاصة في المدينة المقدسة . أما و قد انتصرت القدس بوحدة أهلهاو ارادتهم أولاً ، و بالمقاومة السلمية المنظمة و التضامن الوطني الاجتماعي بين جميع المقدسيين ثانياً. فقد آن الأوان لمناقشة هادئة لأهداف هذه الحملة و دلالاتها على أمل أن يوضع حد لكل معارك التآكل الذاتي الدونكيشوتية، و التي يكمن جوهرها في حالة الاحباط و الناجمة عن إزمان حالة الهزيمة و ما تولده من عدم الثقة بقدرة شعبنا على الإنجاز و النصر مهما كان محدوداً ، و مواصلة البناء عليه و مراكمته في رحلة كفاح شعبنا الطويلة نحو نيل حقوقه و استعادة أرضة و تجسيد استقلاله وسيادته الوطنية عليها ، في إطار دولة مستقلة كاملة السيادة و عاصمتها القدس خالية من الاستيطان و المستوطنين دون التخلي عن شبر واحد من الأرض المحتلة منذ عام 67 أو عن حق كل لاجئ بالعودة وفق قرارات الامم المتحدة .و هنا فإن نقد حتى النجاحات و الإنجازات و الانتصارات هو حق ، بل و ضرورة لتعزيزه ، ولكن علينا أن نميز بين النقد بهدف التصويب و بين إدمان التشكيك أو التقليل من شأن مثل تلك الإنجازات .نعم لقد أكدت هبة القدس إمكانية تحقيق انتصارات جزئية و البناء عليها و مواصلة التقدم للأمام ، تماماً ، أيها السادة ، كما أكدت ذلك حكاية مدينة روابي التي نهضت في مواجهة الاستيطان و تحدته ، و باتت أيضاً قصة نجاح لقدرة الانسان الفلسطيني يجب البناء عليها و ليس تقويضها . إن مفهوم تعزيز الصمود و التصدي لمخططات الاحتلال في المصادرة و التهويد ليست مجرد جملاً عابرة تقال لغرض الثرثرة و كفى الله المؤمنين شر القتال ، بقدر ما هي خطط ملموسة و استراتيجيات عمل محددة تتحمل مسؤلية إنجازها و تحويلها إلى واقع من قبل مختلف قطاعات المجتمع الرسمية منها و غير الرسمية بما في ذلك الرأسمال الوطني و قطاع الأعمال بصورة عامة ، و من البديهي أن بناء مدينة فلسطينية بمواصفات حديثة و جاذبة للبقاء و الثبات على الأرض و ليس هجرها، و إثبات قدرة الفلسطيني على الإنجاز و المنافسة فهو يَصْب في مجري تعزيز القدرة و الجدارة و الثقة بالنفس ، ناهيكم عن متطلبات البقاء والصمود و استحقاقاتها . إن عقدة النقص أمام الإسرائيلي أو الرجل الأبيض و عدم الثقة بالقدرة على منافسته و التفوق عليه ،لا بل و الانتصار في مواجهته ، ربما هي الخلفية التي وقفت دوماً وراء كل دسائس التشكيك بأي إنجاز وطني . لا يا سادة ، فكما نجحت الانتفاضة الشعبية عام 1987وهبة الأقصى في تموز 2017 في تحييد أعتى قوة عسكرية في المنطقة و هزيمتها ، فإن نجاح روابي أو أي قصة نجاح فلسطينية أخرى يجب وكما قال صديقي حسن البطل أن نفخر بها وأن تزودنا بمزيد من الثقة بأننا قادرون . فالمحطة الأولى لطريق النصر هي الثقة ببلوغه، و المثابرة في توفير مقومات تحقيقه ، و ليس إثارة الشكوك حوله ، خاصة عندما تكون المعركة الأساسية ضد المحتل مندلعة .
Warning: count(): Parameter must be an array or an object that implements Countable in /home/khutaa/public_html/wp-content/plugins/mh-reviews/includes/views.php on line 13