تستعد جامعة النجاح الوطنية، نهاية الشهر الجاري، لافتتاح مختبر الأعصاب، والذي يتمتع بمستوى عالمي، ويشكل نقلة نوعية في البحث العلمي على مستوى الجامعة والجامعات الفلسطينية والعربية.
ويأتي افتتاح المختبر، في إطار بحث الجامعة عن كل ما هو جديد في المجال العلمي والبحثي، وجذبها لكل ما هو مميّز ومن شأنه أن يخدم المجتمع، ولعل آخر ما وصلت إليه الجامعة من تطور على مستوى البنية التحتية تجهيزها لهذا المختبر بمواصفات عالمية، حيث يتضمن أجهزة هي الأولى من نوعها في فلسطين وعلى مستوى ريادي في الوطن العربي.
وأكدت الجامعة، أن افتتاح المختبر يجدد من ريادتها بين الجامعات الفلسطينية في أغلب التصنيفات العالمية، فضلاً عن احتلالها مراكز متقدمة على مستوى الوطن العربي والعالمي، بحيث أصبحت الجامعة تشكل علامةً فارقةً على المستوى المحلي بكوادرها وطلبتها وبنيتها التحتية التي يمكن أن نصفها دون مبالغة بالعالمية.
بدوره، قال عميد كلية الطب وعلوم الصحة، الدكتور خليل عيسى: إنه من أهم أهداف الكلية والجامعة متابعة التطور والاهتمام بكل ما هو جديد وذو جدوى وأهمية عالية لخدمة المواطن والمجتمع والمنافسة على العالمية، لافتاً إلى أن وجود مختبر الأعصاب بمستواه النوعي من حيث التجهيز والتخصص الإشرافي البحثي والعلمي يشكل علامة فارقة وقفزة نوعية لكل ما يتعلق به عمل هذا المختبر على كافة المستويات.
ومن ناحيته، يقول المشرف على تأسيس المختبر، محمد قنيبي: إن وجود مختبر للأعصاب في جامعة النجاح من شأنه أن يشكل نقلة نوعية في المجال البحثي للجامعة على مستوى العالم.
وأوضح قنيبي، أن مختبر الأعصاب يتكون بصورة رئيسية من جهاز “فحص التيار الكهربائي للخلايا العصبية”، وهو جهاز يدرس الخلايا العصبية كل خلية على حدة وبمتغير واحد فقط، وهو الأمر الذي يشكل تطوراً كبيراً من الناحية العلمية في مجال الخلايا العصبية.
وبيّن الدكتور قنيبي: أن الجهاز يعمل من خلال وضع دواء أو عينة ودراسة مدى تأثيرها على الخلية العصبية وتحديداً الخواص الفيزيائية لكهرباء الخلية.
أهمية المختبر
وستكون أبواب المختبر مفتوحة لطلبة الجامعة من ذوي الاختصاص للقيام بأبحاث متعلقة بمجال عمل المختبر تساهم في مشاريع تخرجهم.
وسيشكل المختبر نقلة نوعية في المجال الصحي، حيث سيفتح المجال للتنسيق مع جراحي الأعصاب في مستشفى النجاح الجامعي أو مستشفيات الوطن لإحضار عينات من المرضى الذين لديهم طفرات أو يعانون من أمراض عصبية كمرض ضمور العضلات ومرض الصرع وغيرها من الأمراض.
وسيساهم المختبر في تعزيز التقدم في علم الدماغ على الصعيد العالمي، وسيمنح الجامعة مكانة عالمية كأحد المراكز الرائدة في علم الأعصاب في العالم، مما سيفتح المجال لتكوين العديد من العلاقات التعاونية والشراكات، سواء مع باحثين أو جامعات أو مؤسسات متخصصة ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي، ولعل تلك العلاقات بدأت بالظهور حتى قبل افتتاح المختبر، حيث بدأ التعاون فعلياً بين جامعة النجاح الوطنية وجامعة يوليتش الألمانية.
وتكمن أهميته في مجال الصناعات الدوائية، حيث سيشكل المختبر وجهة للعديد من الشركات المصنعة للأدوية لإجراء اختبارات على عينات خلايا عصبية لمعرفة تأثير الأدوية المصنعة.
وفي السياق، يقول الدكتور قنيبي: إن الدواء عندما يُصنّع يجري اختباره عادةً على حيوان أو إنسان لمعرفة مدى تأثيره على الخلايا وآثاره الجانبية، لكن وجود مختبر من هذا النوع سيتيح فرصة تجربة الأدوية المصنعة على خلايا عصبية بمتغير واحد وبالتالي تحديد تأثير الدواء مباشرة على تلك الخلايا، وإن كانت له أي آثار جانبية.
وبهذا المختبر ستكون جامعة النجاح الوطنية من بين نخبة الجامعات العالمية التي تمتلك مختبر علم أعصاب يدرس الأمراض العصبية على المستوى الجزيئي باستخدام تقنيات الفيزيولوجيا الكهرَبية، حيث ستكوّن دراسات المختبر المستقبلية أهدافاً علاجية جديدة لعلاج الأمراض العصبية المختلفة مثل التنكس العصبي، واضطرابات الوظيفة المعرفية، والصرع، ومرض الشلل الرعاشي (الباركنسون)، والاضطرابات النفسية.
شهادة على عالمية النجاح
من ناحيته، أبدى البروفيسور جان دولزيز، المتخصص في تركيب جهاز الأعصاب وفحصه، إعجابه الشديد بالبنية التحتية التي تمتلكها الجامعة، لافتاً إلى أنه تفاجأ في بادئ الأمر بأن جامعة فلسطينية طلبت جهازاً من هذا النوع لحاجته لبنية تحتية وكوادر، وهو مماثل تماماً للجهاز الموجود في جامعة ييل الأمريكية المعروفة بتصنيفها في المرتبة الثالثة على المستوى الأمريكي.
وقال دولزيز: إن جامعة النجاح الوطنية، تمتلك بنية تحتية لا تقل مستوى عن أي جامعة عالمية.
Warning: count(): Parameter must be an array or an object that implements Countable in /home/khutaa/public_html/wp-content/plugins/mh-reviews/includes/views.php on line 13