الماء هو عصب الحياة، تلك المادة الشفافة عديمة اللون والرائحة، يعتبر المكوّن الأساسي للجداول والبحيرات والبحار والمحيطات وكذلك للسوائل في جميع الكائنات الحيّة، وهو أكثر المركّبات الكيميائيّة انتشاراً على سطح الأرض، أحيا الله كل شيء على الكرة الأرضية حيث قال تعالى: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”
كانت بداية أسلوب المعالجة المائية لدى اليونانيين القدماء، حيث كانوا يستخدمون خلاله الماء الدافئ والتمارين الرياضية، فهي استخدام الماء أو البيئة المائية في علاج المشاكل العضوية والنفسية، وذلك للتعزيز من تقدم العلاج.
الماء يساعد في الحصول على العلاج واللياقة، وخصوصا لمن لا يستطيعون القيام بالتمارين الرياضية بسهولة وراحة، حيث تتسم المعالجة المائية “Hydrotherapy” بما يملكه الماء الدافئ من سمات علاجية لتحسين حركة المفاصل المتيبسة والمنتفخة والمساعدة على الاسترخاء وتقوية العضلات والتخفيف من الآلام.

العلاج الطبيعي الأرضي والمعالجة المائية كلٌ يكمل الآخر، فبالإمكان استخدام المعالجة المائية للقيام بأنماط حركية معينة لا يستطيع المريض القيام بها من دون ماء، كما أن الماء يقلل من التشنج والألم قبل القيام بالعلاج الطبيعي الأرضي.
وليس من الضروري أن يكون الشخص قادرا على السباحة ليتمكن من الاستفادة من المعالجة المائية ، كما وأن رأسه لا يدخل تحت الماء أثناءها، فهو قادر على البقاء جالسا على كرسي أثناء العلاج.
استخدامات المعالجة المائية:
معظم من يستفيدون من المعالجة المائية هم مصابو الاضطرابات الآتية:
- الاضطرابات العصبية العضلية.
- الاضطرابات العظمية العضلية.
- الاضطرابات القلبية الوعائية.
- الاضطرابات الرئوية.
من خلال المعالجة المائية فإن الحالات العظمية تحتاج لانخفاض تحمل الوزن لأداء تمارين معينة، أما الحالات العصبية تحتاج إلى زيادة التوازن، بالاضافة الى المصابون بآلام أسفل الظهر، وانخفاض الوظائف القلبية،
والربو الناتج عن الرياضة، وكذلك الحوامل.
مبادئ المعالجة المائية:
بناء على مفهوم المعالجة المائية، فإن الماء البارد يسبب قيام الأوعية الدموية السطحية بالتقلص بحيث تبعد تدفق الدم عن سطح الجسم وتقربه من الأعضاء الداخلية، أما الماء الساخن، فيسبب توسع هذه الأوعية الدموية وينشط الغدد العرقية ويزيل الفضلات من الجسم، والتبديل بينهما، يقلل من الأعراض الالتهابية ويحفز الدورة الدموية.
التقييم الأولي:
يقوم اختصاصي العلاج الطبيعي العصبي باخضاع جميع المرضى لتقييم أولي للاستفادة من المعالجة المائية، ويكون مدربا على أساليب هذه المعالجة.
ويهدف هذا التقييم إلى إنشاء الأهداف التي يسعى المريض للوصول إليها من خلال هذا العلاج، ومعرفة قدراته ووظائفه، وقدرته على الوصول إلى البركة للحصول على هذه المعالجة، فضلا عن الأمور المتعلقة بالسلامة والأمن.
ويعطي هذا التقييم الفرصة للمريض على أن يلقي نظرة على البركة التي سيعالج بها ويطرح ما يريد من أسئلة.
كيفية استخدام المعالجة المائية، وبدوره يقوم معالج طبيعي بالإشراف على المعالجة المائية، وذلك في العمق المرغوب به من الماء.
يعتمد عمق الماء الذي تتم المعالجة المائية فيه على أمور عديدة، منها نوع النشاطات التي سيؤديها المريض وعلى قدرته على التحمل، ويتم العلاج بأكمله والمريض تحت الماء، حيث يقوم بحركات معينة يمليها عليه المعالج، سواء قام بها المريض وحده، أو بمساعدة المعالج.
عند استخدام المعالجة المائية، يفترض بالمريض أن يقل تحمل مفاصله للوزن وتزيد مقاومته وقدرته على الحركة، كما ويقل ما لديه من أعراض، فضلا عن ذلك، تتحسن الدورة الدموية وتقوى ويقل معدل ضربات القلب وضغط الدم كما وتزداد كفاءة القلب.
يذكر أنه يكون هناك زيادة في قدرة الرئة مع أعراض أقل للربو الذي تسببه التمارين الرياضية، أما عن وظائف الكلى، فهي تزداد نتيجة لزيادة تدفق الدم وضغطه، مما يقلل من احتمالية الإصابة بانخفاض ضغط الدم.
كما ويضاف إلى ذلك أن للمعالجة المائية فوائد وتأثيرات نفسية، فالمريض يشعر بالاسترخاء بالماء الدافئ، كما ويشعر بزيادة الطاقة بالماء البارد.

النتائج المتوقعة مع المعالجة المائية:
بعد المعالجة المائية، يصبح من المتوقع أن يشعر المصاب بالآتي:
- زيادة القدرة على الحركة
- زيادة في القوة.
- التحسن في جميع القدرات الوظيفية.
من المحتمل أن يشعر المصاب ببعض الألم أثناء أو بعد المعالجة المائية، ولكن هذا أمر طبيعي يحدث عند بداية أي برنامج رياضي، وبمجرد زوال هذا الألم سوف يستمر التحسن والتقدم.

تحذيرات حول المعالجة المائية:
تعد المعالجة المائية غير ملائمة في بعض الحالات، منها الآتية:
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو بعض المشاكل القلبية، فزيادة تدفق الدم تضع إجهادا إضافيا على القلب.
- الإصابة بارتفاع في درجات الحرارة.
- التعرض لإصابة حادة، فالدفء لا يناسب هذه الحالة
- الإصابة بمرض الكلى.
- الإصابة بالسرطان.
- انخفاض الحساسية للبرودة والسخونة
- الحمل والولادة.
ينصح باستشارة الطبيب قبل الشروع بهذا الأسلوب العلاجي. كما ويجب الوضع بالاعتبار أن المعالجة المائية ليست بديلة عن العلاج الأساسي الذي يقوم به الطبيب للمرض المحدد.
Warning: count(): Parameter must be an array or an object that implements Countable in /home/khutaa/public_html/wp-content/plugins/mh-reviews/includes/views.php on line 13