قضت محكمة الاحتلال قبل أيام على الشيخ رائد صلاح بالسجن الفعلي 28 شهرا في قضية ما يعرف بملف
“الثوابت” مع تخفيض 11 شهرا منها كان قضاها داخل السجن الفعلي، على أن يبدأ تنفيذ الحكم اعتبارا من 16
أغسطس/آب المقبل، بعد أن رفضت الاستئناف الذي تقدم به محامو الدفاع عن شيخ المسجد الأقصى.
وكان من المقرر أن يبدأ تنفيذ الحكم في مارس/آذار الماضي، لكن هيئة الدفاع قدمت استئنافا على القرار، أمام محكمة
إسرائيلية، بسبب ظروف تفشي فيروس كورونا. وألزمت المحكمة الشيخ بالبقاء ضمن الحبس المنزلي، ضمن قيود
مشددة، أبرزها منعه من التواصل مع الجمهور، باستثناء الأقارب من الدرجة الأولى.
وكانت المحكمة زعمت أن الشيخ صلاح “يحرض على الإرهاب” ويؤيد “منظمة محظورة” وهي الحركة الإسلامية
داخل الخط الأخضر، التي كان يقودها. وعرف بالدفاع عن المسجد الأقصى والقدس، وقاد نشاط الحركة الإسلامية في
تنظيم فعاليات الرباط، ومساطب العلم في المسجد الأقصى لحمايته والحفاظ على هويته.
الجزيرة نت التقت الشيخ في منزله في أم الفحم، بعد أن سمح له بالحديث إلى وسائل الإعلام، وقبل دخوله السجن،
للحديث معه عن عدد من الملفات التي يعنى بها، ونضاله من أجل القدس والأقصى.
وفيما يلي نص الحوار:
ماذا تقول عن قرار الحكم بالسجن الفعلي الصادر بحقك في “ملف الثوابت”؟
هذا القرار يهدف إلى توفير أدوات قمع جديدة بيد المؤسسة الإسرائيلية أو بيد الاحتلال الإسرائيلي على صعيد القدس
والأقصى خاصة، وفلسطين بشكل عام، عبر تجريم مبدأ الرباط العبادي بالأقصى وقمعه بادعاء أن القانون الإسرائيلي
يوفر الحصانة والغطاء لهذا القمع.
لقد أصر قاضي محكمة الصلح على تجريم الرباط مع أنني شرحت له معنى الرباط شرعا وتراثا، بينت بالضبط معنى
الرباط، وقلت للقاضي أتحداكم بإثبات وجود أي تحريض بهذا المعنى الديني والعقائدي للرباط، ومع ذلك أصم القاضي
أذنيه، وهو متخذ القرار بالفعل، سواء تكلمت وشرحت أو لم أتكلم بمعاني الرباط.اعلان
كنت أدرك هذا الموقف للقضاء الإسرائيلي، قلت للقضاة بالمحكمة المركزية الذي جرموا الرباط أيضا، سأتحدث إليكم
بوضوح، تجريمكم لا يمت للحقيقة بصلة، واعتمدتم بقراركم على أطماع سياسية وأفكار مسبقة، وجو عام إسرائيلي
ينظر للوجود الفلسطيني كمشكلة ومعضلة من وجهة النظر الإسرائيلية.
ما أصرح به انتصار لله والتاريخ وللثوابت، وبهذه القضية أعتبر نفسي أنا المنتصر، فالسجن قضية ثانوية جدا،
فالتضحيات لا بد منها في مسيرة تحرير الشعوب، فأي شعب لا يستعد أن يدفع التضحيات لا يمكنه الحفاظ على
وجوده والتقدم بمسيرة التحرير.
ما تداعيات سجنكم على الثوابت الجامعة للشعب الفلسطيني والعمل الوطني داخل الخط الأخضر؟
اقترح على لجنة المتابعة العربية بالداخل الفلسطيني أن تبحث بعمق هذا السؤال تحديدا، إدانتي لم تكن إدانة لشخص
رائد صلاح وإنما إدانة لثوابت إسلامية، وعروبية وفلسطينية، وهي إدانة للقرآن والسنة وللغة العربية وللفلكلور
الفلسطيني وفقا للرؤية الإسرائيلية.
نحن بمرحلة جنونية، فوفق هذه الروح التي تغلف القرار سيحق لهم محاكمة كل شخص يصمت ويمتنع عن إدانة أي
عمل “إرهابي” من وجهة نظر المؤسسة الإسرائيلية.
رائد صلاح سيسجن، لكن ماذا عن حراك حياتنا اليومي وقضايانا الوجودية؟ ماذا عن علاقتنا بشعبنا الفلسطيني
والقدس والأقصى؟ ماذا عن امتدادنا العربي والإسلامي؟ هل سيتم مطاردة ومحاكمة كل صاحب كلمة حق ثابت على
الثوابت استنادا لإدانتي؟ هل سيتم التفرد بالشعب الفلسطيني وزعزعة ثقتنا بأنفسنا وخطابنا وثوابتنا، وتكميم الأفواه
والاستسلام سلفا؟